ديفاياني كلارك
فبراير ٢٠٢٥
٣ دقائق قراءة
إن تمكين المرأة ماليا لا يفيد الأفراد فحسب، بل إنه يحدث تحولا في الأسر والمجتمعات والاقتصادات بأكملها. ووفقا للأمم المتحدة، تعيد النساء استثمار 90% من دخلهن في أسرهن، مقارنة بنسبة 35% للرجال. وتؤدي إعادة الاستثمار هذه إلى تعليم أفضل للأطفال، وأسر أكثر صحة، ومجتمعات أقوى. علاوة على ذلك، يسلط البنك الدولي الضوء على أن زيادة مشاركة النساء في القوى العاملة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يمكن أن يعزز الناتج المحلي الإجمالي الإقليمي بما يصل إلى 2.7 تريليون دولار بحلول عام 2025.
إن التأثير المضاعف لتمكين المرأة واضح بالفعل في جميع أنحاء الشرق الأوسط:
تعزيز المساواة بين الجنسين في مجال العمل والتوظيف يساهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي للفرد بنسبة 51% في دول الشرق الأوسط و شمال أفريقيا.
بصفتها وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة وشخصية محورية في مهمة الإمارات العربية المتحدة لاستكشاف المريخ، تمثل سارة الأميري مستقبل المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. بدأت رحلتها بدعم لا يتزعزع من مبادرات حكومة الإمارات العربية المتحدة التي تركز على تطوير العلوم والتكنولوجيا، مما مكنها من ممارسة مهنة يهيمن عليها الرجال تقليديًا. وقد سمح لها هذا الدعم المالي والهيكلي بقيادة مشاريع رائدة، مثل مسبار الأمل إلى المريخ في دولة الإمارات العربية المتحدة.
اليوم، تلهم سارة عددًا لا يحصى من الشباب لمتابعة وظائف العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من خلال التحدث أمام الجمهور وبرامج الإرشاد والمبادرات الوطنية في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. ومن خلال مساعدة الجيل القادم على كسر الحواجز، توضح قصة سارة كيف يمكن للاستثمار في امرأة واحدة أن يحفز الابتكار عبر الصناعات بأكملها.
نايلة الخاجة، أول مخرجة أفلام في الإمارات، حولت حلمها إلى حقيقة من خلال دعم منحة حكومية أتاحت لها الدراسة في الخارج. علاوة على ذلك، كان الإيمان والاستثمار المالي لاثنين من الرعاة الإماراتيين هو ما ساعدها على إنتاج أول فيلم روائي طويل لها. هذه الثقة في موهبة نايلة لم تمكنها من التنقل في صناعة يهيمن عليها الرجال فحسب، بل مهدت الطريق لها أيضًا لتوجيه صانعي الأفلام الطموحين في المنطقة.
من خلال برامج التدريب وشركة الإنتاج الخاصة بها، تعمل نايلة على رفع أصوات الفنانين في وسائل الإعلام، مما يخلق تأثيرًا مضاعفًا للتمثيل والفرص في صناعة السينما.
بدأت رحلة عزة فهمي بإيمان والدها بموهبتها، فاستثمر في تعليمها كمصممة مجوهرات. ومن هذا الدعم الأولي، قامت ببناء علامة تجارية عالمية مرادفة للحرفية المصرية. تكتمل قصة عزة مع إنشاء مؤسسة عزة فهمي، التي تقدم التدريب والإرشاد للمصممين الشباب في جميع أنحاء مصر.
تحافظ المؤسسة على التقنيات التقليدية ولكنها تعزز أيضًا الابتكار الحديث لتزويد الجيل القادم بالمهارات اللازمة للنجاح في السوق العالمية. ويمتد تأثير عزة إلى ما هو أبعد من التصميم، ليكون بمثابة شهادة على القوة التحويلية للدعم المالي المبكر.
حولت سارة بيضون شغفها بالموضة إلى منصة للتأثير الاجتماعي من خلال علامتها التجارية Sarah’s Bag. حصلت في البداية على الدعم من التدريب على نموذج القيادة الذي نظمته منظمة الأصوات الحيوية، وأعادت تعريف نهجها في رد الجميل، مع التركيز على مساعدة السجينات والسجناء السابقين على إعادة الاندماج في المجتمع. توظف سارة هؤلاء النساء كحرفيات، مما يمنحهن الاستقلال المالي وفرصة ثانية في الحياة. وحتى الآن، ساعدت مبادرتها آلاف النساء، وحولت ماركة الأزياء إلى قوة للتغيير الاجتماعي. ومن خلال تمكين المجتمعات المهمشة، تثبت سارة أن التوجيه والدعم المالي للنساء يمكن أن يؤدي إلى تحسينات مجتمعية قابلة للقياس.
وعلى الرغم من أن هذه القصص قصصية، إلا أنها تعززها بقوة النظريات الاقتصادية التي تسلط الضوء على التأثير القابل للقياس للتأثير المضاعف.
ومع زيادة مشاركة المرأة، ستصبح المجتمعات أكثر مرونة، وستصبح المجتمعات أقوى، وسوف تزدهر الاقتصادات.
نحن عند نقطة تحول. تتولى النساء العربيات أدوارًا لم يكن بوسعهن الوصول إليها من قبل، مما يؤدي إلى إحداث تحول في أسرهن وأماكن عملهن ومجتمعاتهن. إن التأثير المضاعف لتمكين المرأة ليس فكرة نبيلة. إنها قوة التغيير. عندما تتلقى المرأة الدعم، فإنها تخلق الفرص للآخرين. وهذا التقدم الجماعي يعزز الاقتصادات، ويبني مجتمعات قادرة على الصمود، ويحسن حياة الجميع.
تخيل عالماً تمتلك فيه كل امرأة الأدوات اللازمة للنجاح. إن العالم الذي شهدنا فيه التقدم حتى الآن هو مجرد البداية. ومن خلال تمكين المرأة، فإننا لا نساعدها فحسب؛ نحن نخلق عالمًا أكثر إشراقًا لنا جميعًا. لقد بدأ التأثير المضاعف بالفعل، ونحن جميعًا في طريقنا لرحلة أفضل وأكثر إشراقًا.